أحدث الإضافات
- عن فساد الأنظمة العربية... لبنان نموذجا
- الإمارات تعلن انسحابها من تحالف بحري تقوده واشنطن
- انطلاق مناورات عسكرية خليجية أمريكية في السعودية
- الإمارات.. الموافقة على تنظيم دور العبادة لغير المسلمين
- شركة إماراتية تعتزم حفر 11 بئراً للغاز في مصر خلال 2023
- اليمن: مجال عام مصادر وخطاب مأزوم
- تسليم خلف الرميثي.. بيان غامض وسلوك العمليات السوداء
- المفوضية السامية: على الإمارات ضمان سلامة وحقوق خلف الرميثي والإفراج عن المعتقلين
- العفو الدولية: على الإمارات حماية خلف الرميثي من التعذيب
- (نيوزويك).. يجب أن تفرج الإمارات عن المعتقلين السياسيين قبل استضافة مؤتمر المناخ
- قراءة قانونية في تسليم الأردن خلف الرميثي للإمارات.. جناية سلطات إنفاذ القانون على القانون
- الإمارات توقف تأشيرات دخول اللبنانيين بسبب تلقي تهديدات من حزب الله
- الإمارات تعلن تفاصيل مشروع استكشاف "حزام الكويكبات"
- الإمارات والعراق يبحثان الفرص الاستثمارية لـ"طريق التنمية"
- هل باتت حضرموت قضية على أجندة التسوية في اليمن؟
مصادر ثقافة الإقصاء في العالم العربي؟
شفيق ناظم الغبرا
نشأ جيلي في زمن ساده التفاؤل بخصوص مستقبل عالمنا العربي، بل إنتشر في زمني في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين ذلك الشعور الإيجابي بامكان تجديد العالم العربي فكرا وعملا وحقوقا وحريات.
كان ذلك أحد أهم المحركات الناتجة عن هزيمة 1967 التي هزت كل العرب. لكن جيلي سيكتشف عبر التجربة والتضحية مدى صعوبة تغير العالم العربي، فقد توطنت فيه سلوكيات خاطئة حول الفساد واسلوب الحكم وتعمقت في أبعاده عقد فكرية حول الحقوق والحريات ساهمت في منع تطوره وفرضت عليه التراجع والضعف السياسي.
فنحن العرب كنا أكثر انقساما مما اعتقد جيلي، كما أن أثر إسرائيل وحروبها وأثر النفط والمال والثروة على إفساد أساليب الحكم ساهم في تغذية الاستبداد. ذلك النظام العربي، الذي اعتقدنا انه قابل للنمو لم يسع منذ الاستقلال لرعاية التجديد إلا ضمن حدود!
بل اكتفى النظام العربي في أحسن حالاته برعاية المظهر العمراني وبناء دولة ريعية يتلقى فيها المواطن الدعم والوظيفة على حساب الانتاج والمشاركة و الجوهر الإنساني. لقد جثم الواقع على صدورنا فأصبحنا كعرب ومنذ وجدنا في دول حديثة مستقلة عبئا على أنفسنا.
الفشل العربي في بناء انسان منتج و مشارك في ظل حقوق واضحة ثابتة لا تتأثر بأهواء السلطة غير المساءلة يفسر عمق الكراهية التي انتشرت بين الطوائف كالسنة والشيعة وبين أبناء الريف وأبناء المدينة أو أبناء الصحراء وأبناء الحواضر او بين الفئات الاجتماعية المختلفة.
فانتشار الكراهية في بلادنا على حساب التنوع والتعايش هو احد وسائل السيطرة والتحكم في ظل أنظمة ترفض بشدة رعاية حياة سياسية ديمقراطية.
عندما نتساءل عن منشأ «الذباب الإلكتروني» في دول عربية عدة واللغة البذيئة التي يستخدمها مع خصومه ومحيطه نعرف جيدا مدى عمق المشكلة التي نواجهها، وهذا يعطي فكرة عن طبيعة العقلية التي تحرك هذه اللغة.
إن الكراهية المنتشرة عربيا انعكاس لثقافة لم نكن نلمس وجودها في زمن القومية العربية أو في مرحلة مواجهة الاستعمار او حتى في المجتمع التقليدي القديم. تلك الكراهية نتاج واضح للدولة العربية الحديثة التي فشلت في مهامها كالتنمية والإنجاز كما وفشلت في بناء مجتمعات تميل للتآخي والقبول بالآخر والاجتهاد والعمل.
حب السلطة أنتج دولا تعزل النقاد والمعارضين والمخالفين السلميين عند كل منعطف، لكن لفعل ذلك كان لا بد من تدمير القواعد الاجتماعية المستقلة في المجتمع، لهذا شكلت الطائفية وخلق أعداء وهميين وسيلة النظام العربي للتحكم بالمجتمع.
إن ثقافة الخوف من الآخر ضمن المجتمع وبين فئاته أصبحت مع الوقت العنصر الأهم في بناء جدران السيطرة. وبما ان الخوف من الاعداء الوهميين ضمن الشعب وفي صفوفه أمر مفتعل، فقد أهمل النظام العربي برمته المقدرة على التعامل مع الأعداء الحقيقيين على الحدود. لقد فاجأتنا معظم الحروب.
هذا لا يعني أبدا ان الغرب لا يحمل ثقافات تنشر الكراهية، وهذا واضح في ظل انبعاث الافكار المعادية للمسلمين والأقليات والتنوع في الغرب، لكن ذلك يقع في الغرب وعلينا أن نواجهه في الغرب.
ويجب الانتباه دائما بأن آليات مقاومة الكراهية في الغرب متاحة للمجتمع بفضل قوانين ديمقراطية ومؤسسات تقوم بأدوارها وأفراد لديهم حقوق ثابتة. هذا الجانب ليس متاحا في البلدان العربية. لهذا يبرز عربيا السؤال التالي:
كيف نواجه خطاب الكراهية الموجه ضد المسلمين والعرب في الغرب بينما نظامنا العربي وقوى النفوذ في بلداننا العربية تنشر خطاب الكراهية بين كل فئة وجماعة وبين كل طائفة والاخرى؟
كيف نواجه الإسلاموفوبيا في الغرب مثلا بخطاب طائفي وعنصري لا يقل سوءا عن الإسلاموفوبيا نفسها؟
يكفي أن ننظر للحروب الأهلية المعلنة والمستترة في الساحة العربية ليتضح لنا مدى عمق هذه المشكلة.
لقد ابتعدت ثقافتنا الراهنة عن الأنسنة. بل اختارت ثقافة الحكم المطلق العربية القيم الثقافية التي تحث على القساوة وتبرر القمع، واختارت من التاريخ ما يجيز القساوة بما يتضمن أكثر العقوبات تطرفا. هكذا اختارت ثقافتنا الرسمية اسوأ ما تضمنه التاريخ لتبرير واقع سياسي ملؤه الاحتكار السياسي والمالي والدول غير المسائلة.
تاريخنا مليء بقيم التسامح وبقيم التعايش و بقيم أدبية وشعرية ودينية تحترم التنوع والاختلاف. لقد طمسنا ذلك التاريخ وأبعدناه عن حاضرنا.
لنفهم ثقافتنا الراهنة يجب ان نعي بأن الدولة غير المسائلة لن تنتج ثقافة ديمقراطية او ثقافة تسامح، بل بالعكس ستحتفي الدولة غير المسائلة بثقافة تمجد صانع القرار ان أصاب او أخطأ، وهي ثقافة ستقمع المختلف، وتمنع النقد مهما كان مفيدا. في تلك الثقافة ذات الطابع الرسمي وشبه الرسمي مروية واحدة للتاريخ وللحاضر.
الثقافة البديلة هي المطلوبة في هذه اللحظة التاريخية التي تحتوي على حراك عربي يطمح لإنتاج واقع سياسي وثقافي جديد. إن الحراكات السياسية والحقوقية وايضا الاجتماعية الجديدة في البلدان العربية سوف تخلق حراكا ثقافيا، ففي قلب الحراكات السياسية كما نشاهد في الجزائر والسودان ينبعث تجانس وطني لم نعهد مثله.
ففي ظل هذه الحراكات يتعرف الناس، من خلفيات وظروف اجتماعية مختلفة، على بعضهم البعض بينما يكتشفون بنفس الوقت التشابه العابر للخلفيات.
اليوم يكتشف السودانيون والجزائريون مدى تقارب أحلام الناس و طموحاتهم وانسانيتهم وفوق كل شيء حسهم العميق بالكرامة.
الحراك العربي يعد باكتشاف الناس لما يوحدهم عوضا عن ما يفرقهم. العربي الجديد يبحث عن الكرامة ويسعى نحو الحرية ويريد دورا واضحا في مساءلة الساسة والسياسيين، وهو لهذا سينتج ثقافة ديمقراطية جديدة يواجه بها ثقافة الاستبداد وتساعده بنفس الوقت في رحلة البحث عن المعنى الإنساني والديمقراطي.
حمل الموضوع كملف PDF طباعة الموضوع
العيد والإصلاح
عيد فطر سعيد، عيد الصائمين، القائمين، الصابرين، المؤمنين الذين فازوا وفرحوا بطاعة الله ومنّته، وهو في الإمارات أجمل الأعياد وأكثرها قُرباً من الله ومن ثقافة البلاد وروح جذورها المتماسكة لأمة فِرحة مؤمنة صادقة، «قل بفضل… ...