أحدث الإضافات

عن فساد الأنظمة العربية... لبنان نموذجا
الإمارات تعلن انسحابها من تحالف بحري تقوده واشنطن
انطلاق مناورات عسكرية خليجية أمريكية في السعودية
الإمارات.. الموافقة على تنظيم دور العبادة لغير المسلمين
شركة إماراتية تعتزم حفر 11 بئراً للغاز في مصر خلال 2023
اليمن: مجال عام مصادر وخطاب مأزوم
تسليم خلف الرميثي.. بيان غامض وسلوك العمليات السوداء
المفوضية السامية: على الإمارات ضمان سلامة وحقوق خلف الرميثي والإفراج عن المعتقلين
العفو الدولية: على الإمارات حماية خلف الرميثي من التعذيب
(نيوزويك).. يجب أن تفرج الإمارات عن المعتقلين السياسيين قبل استضافة مؤتمر المناخ
قراءة قانونية في تسليم الأردن خلف الرميثي للإمارات.. جناية سلطات إنفاذ القانون على القانون
الإمارات توقف تأشيرات دخول اللبنانيين بسبب تلقي تهديدات من حزب الله
الإمارات تعلن تفاصيل مشروع استكشاف "حزام الكويكبات"
الإمارات والعراق يبحثان الفرص الاستثمارية لـ"طريق التنمية"
هل باتت حضرموت قضية على أجندة التسوية في اليمن؟

العسكر تاريخ واحد

محمد هنيد

تاريخ النشر :2019-06-14

باستثناءات قليلة نادرة حافظت الجيوش العربية في الأنظمة الاستبدادية على المبادئ الخفية التي من أجلها أسست وصنعت صناعة لا تخرج عن المسار الكبير الذي رُسم لدول سايكس بيكو منذ منتصف القرن الماضي.

 

لم تكن الجيوش العربية في نشأتها إلا أجهزة مسلحة لحماية النظام الحاكم لا لحماية الأوطان والشعوب وهو ما أظهره تاريخ الأنظمة الحاكمة في مصر والعراق وسوريا وليبيا والجزائر وموريتانيا وكل الدول العربية تقريبا بنسب متفاوتة.

 

بناء عليه فإن ما يقوم به جيش السودان أو عسكر السودان أو ميليشيات الجنجويد التي تسمى قوات الدعم السريع الملحقة بالمؤسسة العسكرية السودانية إلا فعل طبيعي منتظر من هذه المؤسسة الحاملة للسلاح.

 

فإطلاق النار على المدنيين وقنص المتظاهرين في الشوارع ورمي الجثث في النيل ليست إلا نفس الأعمال التي قام بها بالأمس القريب ولايزال الجيش المصري والسوري والليبي في حق المدنيين العزّل.

 

صحيح أن المؤسسة العسكرية العربية عرفت أبطالا وطنيين مثل سوار الذهب الذي فضّل تسليم السلطة إلى حكومة مدنية بعد انقلاب عسكري وهو نفس الأمر الذي فعله الموريتاني علي ولد محمد فال الذي وعد بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية بعد سنتين من الحكم.

 

صحيح أيضا أن الجيش التونسي رفض الانقضاض على السلطة وحمى المدنيين من بطش القناصة. كل هذا وغيره صحيح لكنها مظاهر تبقى استثناء نادرا في محيط مفخخ بالانقلابات العسكرية والمجازر التي ارتكبتها الجيوش العربية في حق الأوطان والشعوب.

 

هذه الجرائم لا تقتصر على عمليات القتل والتهجير والتخريب والقصف والإبادة كتلك التي يقوم بها الجيش المصري ضد المدنيين في سيناء أو الحرب التي شنها جيش النظام السوري ضد شعب سوريا بل إن أكبر الجرائم المرتكبة في حق الشعوب إنما تتمثل في منع النهضة وتدمير التجارب الديمقراطية في المنطقة العربية.

 

اليوم في السودان نقف مرّة أخرى على نفس الخلاصات التي خرجنا بها من التجربة المصرية والسورية والليبية وهي خلاصات تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الجيوش المسلحة في البلاد العربية ليست لخدمة الأوطان والشعوب بل هي لخدمة النظام بما هو في غالب الأحيان وكيل مباشر لقوى خارجية.

 

ليس هذا الأمر استثناء عربيا .. فدول كثيرة في أميركا الجنوبية وفي إفريقيا بقيت طويلا تحت نير العسكر وكذا تركيا التي كادت تغرق مرة أخرى في مستنقع الانقلابات لولا إرادة الشعب وعزيمته.

 

لذا تبقى المنطقة العربية آخر المسارح الدولية لمغامرات العسكر وجرائمهم بشكل يجعل من تجاوز هذه المعضلة الكبرى أولى مراحل التحرر وشروطه الأساسية.


حمل الموضوع كملف PDF طباعة الموضوع

مواضيع ذات صلة

الثورات لم تنتهِ والشعوب لن تفشل

وحدَها دولة الفساد باقيةٌ وتتمدّد

العلاقة مع السلطة: الحقيقة والحقوق

لنا كلمة

العيد والإصلاح

عيد فطر سعيد، عيد الصائمين، القائمين، الصابرين، المؤمنين الذين فازوا وفرحوا بطاعة الله ومنّته، وهو في الإمارات أجمل الأعياد وأكثرها قُرباً من الله ومن ثقافة البلاد وروح جذورها المتماسكة لأمة فِرحة مؤمنة صادقة، «قل بفضل… ...

اقرأ المزيد
القائمة البريدية ليصلك كل جديد من موقع إيماسك ..